في أمسية من الأمسيات الجميلة التي اعتدت أن أعيشها وأنا بعيدة قريبة منك جالت بي ذاكرتي إلى الوراء.. إلى أول لحظات تعلمت فيها سيمفونية الحب وعزفت على أوتارها معنى اللهفة والعشق لحظات جدا جميلة عاصرتها وتذكرت تبعثري لوهلة بدونك.. سئمت هذه الحياة من غيرك سئمت تلك الهمسات التي كانت تحييني وتميتني في اللحظة مائة مرة حتى أنني لا أحس بمرور تلك اللحظات ... احتضنت لقائي معك كثيرا حتى باتت ذاكرتي منهكة ضعيفة لا يملأها غير طيفك الذي بات يطبق على أنفاسي فتارة يلملمني وتارة يبعثرني حتى أني لأظن أني أموت وأحيى وأموت ومن ثم أحيى وأصعب ما في الأمر أنني لا أجدك أمامي ! فأنت بعيد بعد الشمس قريب حتى أخالني أجدك تسري في عروقي..
مجنونة أنا لأني أعشقك، فأنت الذي لم يخلق من هو في مشاعرك وقوة إحساسك ولكنك بعيد عني لا تأبه بمشاعري التي لا تفتأ أن تذكرك وتعيش معك أجمل اللحظات بلا خداع وبلا مشاعر مزيفة وإنما بكل صدق وإحساس مرهف تطلب السكنى في قلبك إلى الأبد إلى أن يوارى الجسد تحت التراب وبذلك أكون قد فقدت نفسي وكسبت العيش على ذكراك فهل لي من ذاكرتك نصيب؟